علاء سعد يكتب : اليهود الجدد
بداية أحمد الله وأشكره , حمدا لايوازيه حمد
وشكرا لا يدانيه شكر , فالله أنعم علينا بأكثر مما نستحق , وحاشا لله لو فهم انني
أقيم أو أعترض علي نعم الله , فالمقصود بأننا لو إستخدمنا المقياس البشري لتقييم
أعمال البشر , في كفة , وأن نضع النعمة كجزاء في كفة أخري , فما استحق المصريين
إذن أي نعمة أو أي ستر , لكن رحمة الله أوسع وأشمل , واكبر من كل حسابات بشرية أو
منطق عقلاني.
ومن عظيم هذه النعم , هو ما حدث في الثلاثين
من يونيو , ثورة الأحرار علي نظام جماعة الخوان , التي كادت أن تودي بمصر إلي جحيم
نتهاوي فيه نزولا , جحيما لا جاذبية أرضية تجذبنا فيه , ولكن خطواتنا التي اجبرنا
عليها , تجبرنا علي السير فيه فكلما صعدنا , أكتشفنا اننا نتهاوي في قعر جحيم
الإخوان , من عمالة ,وندالة ودناءة , لم يوجد لها مثيل في التاريخ.
وقاريء هذا المقال سيكون نوعا من ثلاثة , إما
مؤيد للخوان , او معارض لهما , او من يسمونه بالطرف الثالث , الذي احب ان اسميه
بالطرف المتعادل , لا طعم له ولا لون ولا رائحة لكنه أساسي للحياة كالماء.
فالنوع الأول سيعتبره إفكا وبهتانا , والثاني
سيصفق لهجومه علي جماعة الخوان , أما الثالث فسيعارض المقال ويؤيده , يعارضه فيما
يتهم الخوان بالخيانة , ويؤيده فيما فعله الخوان في مصر.
وما جعلني أكتب هذا المقال , هو صورة رأيتها
اليوم علي إحدي صفحات جماعة الخوان , الصورة تظهر بعض ضباط الجيش وأفراد الجيش
اليمني هم يرفعون شعار رابعة , ويلتحفون بالعلم اليمني لكن الأدهي والأمر أنهم
يكتبون تحت الصورة تعليقات , تشير أن من بالصورة , هم جنود وضباط بالجيش المصري ,
وبالرغم من التعليقات العديدة حتي من أعضاء الجماعة أنفسهم بان الصورة لا تنتمي
للجيش المصري , إلا ان المسئول عن الصفحة يعلق علي ردود الناس بكلام فارغ لا غرض
منه إلا تشويه أي رأي يعارض ما نشر.
وهذا الموقف جعلني افكر كثيرا , فيما ألت
إليه هذه الجماعة من أدني درجات الإنحطاط والدناءة , أصبح كل ما يسطير عليهم هو
سعار السلطة , وشبق العودة إلي مراكز المسئولية في الوطن الأعظم , لا يهمهم أي شيء
, سوي تلك العودة , وهم يذكرونني باليهود في كل أساليبهم , من تشويه , وتسفيه , وتدمير
للحمة الوطنية , والإيعاز بأي شكل للأتباع المغيبيين بأن النصر قادم وان بشائره
واضحة في مثل هذه الصور , التي يقتات عليها أصحاب العقول الجاهلة كي تستمر في
مسرحية الإنقلاب , والشرعية الا دينية متمسحة في الشريعة الإسلامية , أسباب
لإستمرار وتأثيث قيم لا أساس لها من الصحة , وهذا ما فعله اليهود بالضبط في حلم
العودة إلي أرض الميعاد , حلم الوطن اليهودي وارض إسرائيل , أخترعوا وطنا هم
أنفسهم خانوه , وتركوه , ورفضوا الدخول إليه بأمر إلهي , بل حتي رفضوا الجهاد من
أجله ولو بكلمة كلمة واحدة ألا وهي حطة , وبعد أن ضاع منهم الوطن وأحس العالم بتلك
المصيبة التي يعيشون فيها , بدأت الماكينة الإعلامية في تصوير ذلك الوطن من جديد ,
وتوالت المؤتمرات حتي أصبح حلم العودة , حقيقة علي الأرض.
وكما فعل اليهود , يسير علي خطاهم اليهود
الجدد , الذين اسموا أنفسهم علي إسم جماعة من المسلمين , ليس كمضاف ومضاف إليه ,
ولكن كنعت ومنعوت , حتي يصبح الإسلام نفسه لا قيمة له إلا بهم , ولا جنة إلي في
جماعتهم , ولا نار إلا بغضبهم.
وكأنما أصبح الرب (لا يجوز إستخدام لفظ
الجلالة ) مأمورا لهم , ربا جديدا يطل علي العالم بعد ولادته علي يد مشايخهم
وعلمائهم الفانين.
وعلي من لا يصدق كل هذا , أن يراجع الصور
التي نشرت حينما بدأ فض إعتصام النهضة فكانت أول صورة مأخوذه من صور المأساه
السورية , صورة مصحف أخترقته رصاصة , زيف علي زيف , وخداع ممزوج بأكاذيب لا نهاية
لها , والمهم أن يعود المرشد وسدنته إلي الحكم مرة أخري مهما جري في حكم مصر ,
ومهما عانت الأم من خوارج العصر الحديث.
حقا إنها من نعم الله علينا ان نري كل هذا بل
ويزيد , ومن نعم الله علينا أن يخرج من بين أظهرنا من ينبهنا إلي المغالطات ,
وأيضا من نعم الله علينا أن يظهر الفلول وهم يحاولون أن يركبوا المد الثوري أو
الإنقلابي فلا فرق عندي بين المعنيين , لأنه لا شرعية لخائن , ولا دين لمن خان ,
ولا وطن لمن باع وتأمر.
الأيام القادمة سوف ترينا الكثير , والأهم
أنها ستكشف للمشير , من يصلح ومن لا يصلح , وسيعلم الجميع في الغد الذي سيصبح
تاريخا لأبنائنا , من خان , ومن يخون , ومن يكون الإخوان , إنهم حقا وبجداره
اليهود الجدد.
علاء سعد
خبير وإستشاري نظم المعلومات
#رئيس_مصر_القادم
رئيس مصر القادم |
تعليقات
إرسال تعليق