الخطأ الثاني للمشير عبد الفتاح السيسي
قرأت اليوم خبرا أوردته صحيفة مصراوي
الألكترونية مفاده أن قبائل الهوارة تمنح المشير السيسي سيف شيخ
العرب همام , في إجتماع المشير مع القبائل العربية , الأمر الذي أثار تساؤلي , عن
معرفة المشير بتاريخ شيخ العرب همام , وما يمكن أن ترمز إليه عملية الإهداء , لكن
الذي أعرفه وأيضا أجهل إن كان يعلمه المشير عن العرب عموما , وعرب مصر خصوصا ,
أنهم من ضمن صفاتهم المميزة هي الإرتكان دائما إلي المواقف الرمزية , أحيانا من
أجل الإختبار , واحيانا اخري من أجل السخرية , وفي الغالب من مواقف الرمزية التي
يصنعونها , إتكاء علي نعرات القبلية , وحسابات الأنساب.
وإذا كان هنالك من يشكك في مثل هذا , فما
عليك إلا ان تعود إلي التاريخ العربي , من جاهليته إلي إسلامه إلي عودته بخفي
الحنين إلي مأثر الماضي , وأبيات البكاء علي الأطلال , فما أضاعنا إلا إفراطهم
وتفريطهم , في حمل الأمانة , وإستكمال المسيرة الخالدة لزعماء الأمة من العرب
المسلمين , ومن المسلمين العرب.
وأمثلة إستخدام الرموز أو الرمز وخصوصا
البعيد منها لا حصر لها , ونورد منها علي سبيل المثال , عن أن عمرا بن الخطاب سأل حذيفة بن اليمان , كيف أصبحت , قال: أصبحت يا أمير المؤمنين أحب الفتنة، وأكره
الحق، وأقول بما لم يخلق، وأشهد بما لم أر، وأصلي بلا وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله
في السماء. , وبطبيعة الحال بما نعرفه عن أمير العدل أنه غضب علي الرجل ولم يفهم
مراده , إلا أن سيدنا علي رضي الله عنه فسر له تلك الإجابة العجيبة التي تجعلنا
نتسائل , هل كان حذيفة يتباري علي أمير المؤمنين وهو من هو باللغة ولي الكلمات
ومعانيها , ام انه نوع من فلسفة الصحراء التي تتعذر علي الكثيرين , لكن الأهم من
كل هذه التفسيرات , هو ان الإجابات رمزية , ترسل رسالة ما , ولما لا أوليس العرب
هم أصل اللغة العربية.
وأيضا , إيضاحا للواضح
كمعضلة الفلاسفة المطلقة , فالرمزية في اللغة العربية , لا حدود لها , ولها من
الأنواع الكثير مما لا يمكن حصره , فالأستعارة , والإستعارة بالكناية , والتشبيه
وأنواعه , صنعوا من الشعر العربي , شعرا لا مثيل له , وضرب مثلا للكل بأن اللسان
العربي , هو أفصح الألسنة علي وجهه الأرض , ومر التاريخ , وعلي المشكك أن يبحث
ويتأمل في القرأن الكريم فسوف يجد ماهو أروع من الشعر في الرمزية.
وعودا إلي موضوع السيف
, لشيخ العرب همام , وإسمه همام بن يوسف بن احمد بن محمد بن همام ابن أبو صبيح سيبة
وهو صعيدي ولد في عام 1709 , وهو الرجل الوحيد في تاريخ مصر الحديثة الذي
قسمها إلي شمال وجنوب , فلم يحدث في تاريخ مصر أن قسمت إلي قسمين , إلا مرتين ,
مرة علي يد الهكسوس , ومرة علي يد شيخ العرب همام , لقد إستغل هروب المماليك من
حكم علي بك الكبير وقام بتأسيس جيش , وبسط نفوذه علي صعيد مصر , وأصبح في مصر
جيشين , تحاربا حربا ضروس قتل فيها من قتل , وأنتهت بهروبه إلي النوبة.
وتاريخ قبائل الهوارة
فيه كثير مما يحكي ويقص , وكثير مما يلفت النظر إليهم , ويستخرج من عقول الفلاسفة
ما قد يعجز عنه أمراء الجيوش.
إن سيادة المشير عبد
الفتاح السيسي من وجهة نظرنا , قد أخطأ حينما
قبل هذه الهدية , التي ترمز إلي السلاح الذي أستخدم من أجل تقسيم مصر , ومن أجل
الصراع علي السلطة , وهو بخطأه هذا يجعلني أتسائل , ماالذي يفعله طاقمة , واين
محللي المعلومات , ومن يحفرون في كل مكان بحثا عن كنوز المعلومات التي تكشف الحقيقة
كما يكشف الجزار العظام عن اللحم.
لقد قبل المشير هدية
بوتين , وهي المعطف الروسي , وكان هذا خطأه الأول , وقبل للمرة الثانية هدية قبائل
هوارة وهذا خطأه الثاني
وفي الخطئين إشارة واضحة عن الكثير مما يحدث حوله ومعه , ولا تبرير ولا تسفيه ولا تهويل , بل هو حق دامغ , وعلي من يري عكس ذلك , ان ينبه المشير , إلي خطورة حتمية التغيير ,تغيير العقول.
وفي الخطئين إشارة واضحة عن الكثير مما يحدث حوله ومعه , ولا تبرير ولا تسفيه ولا تهويل , بل هو حق دامغ , وعلي من يري عكس ذلك , ان ينبه المشير , إلي خطورة حتمية التغيير ,تغيير العقول.
علاء سعد
خبير وإستشاري نظم
المعلومات
تعليقات
إرسال تعليق