علاء سعد يكتب : سلعوة المخابرات أم مخابرات السلعوة



سلعوة المخابرات أم مخابرات السلعوة
الأسبوع الماذي أنتشرت علي صفحات التواصل الإجتماعي , وبعض الصحف أخبارا تتعلق بالسلعوة في محافظة الفيوم المنسية , من كل الحكومات المصرية , وسمعت مداخلة مع محافظ الفيوم الأصيل , في الوحي والتدليل , انه خرجت علينا السلعوة في أخر الزمان , لكي تنهش وتعقر العديد من السكان , من أبناء الغلابة الكرام , في محافظتنا الغالية والتي علينا لم تكن أبدا حانية , عقرت العشرات , وأستنكرت المحافظة مافعلته السلعوة الناكرة لجميل المحافظة , التي نسيت انها تربت في أركانها الأربعة سماء وأرضا ونهرا ولحما.
ويبدو ان الجهاز الحكومي مافتيء لا يترك أساليب الإستخفاف بعقول المواطنين الغلابة , وفي غمرة الإستعلاء , نسوا أن المحافظة كلها أقارب وأنسباء في كل المواقع , وعليه قمت بعمل التحريات , فقد نست الحكومة أن المواطن يمتلك جهاز مخابرات تماما مثل جهازها العتيق , فكل مواطن منا له أقارب ومعارف وأصدقاء وأصحاب وجيران في دائرة ضيقة مغلقة , تمس كل أرجاء المحافظة , وقد جائتني الإجابة قاطعة بأنه لا توجد سلعوة ولا خلافة , وان الموضوع برمته , سياسيا منذ نشأته.
وبعد الخبر بأيام , صدر تصريح غريب بأن أعداد السلعوة فاقت العشرين. فإذا كانت سلعوة واحدة عقرت أكثر من أربعين فما بالكم بالعشرين حاصل ضرب الاربعين فيصبح بالتمام والكمال , العدد الجديد في تصاريح المسئول المفيد ثمانمائة بلا زيادة ولا نقصان.
وبعيدا عن السجع والطباق والنثر وخلافة, سؤالا واحد يتردد في ذهني , بلا توقف
أي عقل عبقري , اراد ان ينشر هذه الإشاعة وما الفائدة منها غير تخويف الأطفال , ورعب النساء
ولماذا تفعلون ذلك , هل وصل الأمن لكماله , هل الإحساس بفقدان الأمن في المحافظة يحتاج للسلعوة , حتي يثبت الجهاز الأمني انه يستطيع ان يجعل الناس تلزم بيوتها بسبب مظاهرات جماعات اليمين المتطرف التي ما توقفت منذ أحداث الثلاثين من يونيو , إن الأمر لا يعدو كونه إسلوبا نمطيا , لشخص يحفظ أشكالا وقوالبا بعينها , لأغراض لم يعد لها وجود.
لقد نسي القائمين علي الأمر ان محافظة الفيوم , المحافظة الوحيدة التي عاشت بدون أي تواجد شرطي لأكثر من ثلاثة شهور , التالية لأحداث يناير 2011 , كلنا رأينا هذا بأعيننا , ورصدناه في كل تحركات حياتنا اليومية , وشكونا للعلي القدير , والغريب أن في الأيام الثمانية عشر الأولي للثورة مع اللجان الشعبية أختفت تماما حوادث السرقة والتثبيت في الطرق العامة , وأحسسنا جميعا بأعلي مستوي أمني , يمكن أن يعيشه مواطن , في ظل الدولة التي تقتل مواطنيها كل يوم بلا ثمن أو حساب.
إن إشاعة السلعوة , ماهي إلا ظاهرة إفلاس , لا تغني ولا تثمن من جوع
تماما كظاهرة العربات التي تنعق أبواقها بالسرينة بعد منتصف الليل , وما منعت تلك العربات أي لص , او أي إرهابي
أيها السادة الكرام
إذا كانت السلعوة , إسلوبا من أساليب الأمن في قياس إتجاهات بعينها وردود فعل تجاه موقف معين , فأؤكد لكم , ان السلعوة , هي التي تقيس وهي المستفيد الأكبر من هذه الفكرة , فهي تؤسس لقيم الفشل أكثر ماقيم النجاح , وتزرع الخوف في قلوب الأطفال , بأكثر من ما تزرعة في قلوب خيال المأته , وتصبح بدلا من أن تكون أداة مخابرات , إلي ان تكون مخابرات الأداه
علاء سعد
خبير وإستشاري نظم المعلومات



تعليقات