قانون التحرش , والتحرش بالقانون



قانون التحرش , والتحرش بالقانون
في الخامس من يونيو من عام 2014 , أعلن السفير إيهاب بدوى المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، عن أن الرئيس/ عدلى منصور أصدر قرارا بقانون لتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937. وهو ما يعرف إعلاميا بقانون التحرش , وعليه وفي صورة متزامنة تصاعدت وتيرة التعليقات التي تتعلق بذات الموضوع , علي مواقع التواصل الإجتماعي , وبعد برامج التوك شو , متانولة قضايا التحرش , وما يحدث في المجتمع  , وبدا الأمر لي بسيطا وخالي من التعقيد , فكأنما يعدون العدة لليوم الذي سيؤدي فيه السيسي القسم , في نفس وقت الإحتفال بهذا القسم فيما يسمي بحفل التنصيب.
أجل لقد كان كل شيء مرتبا , ومعدا إعدادا دقيقا , ولم يكن هنالك حاجة إلي تفجيرات او هجوم علي الأقسام وخلافه مما يمكن أن يفسد علي المصريين ويشوه الصورة التي ينتظرونها ويتطلعون إليها .
إننا إن أردنا أن نعبر الفترة القادمة بسفينة الوطن عبورا قويا , فلابد وأن نعي حجم التهديد الذي سوف نواجهه , فالموقف أعقد من برامج التوك شو والتي أستحقت بلا منازع لقب (عملاء النفوذ) الذين يسعون إلي صناعة الخبر , وتسويق الأفكار , التي تهدم المجتمع , من خلال بث الصور السلبية والتركيز عليها للدرجة التي يتحير معها العقل , فلم يعد الأمر يتوقف عند برنامج إعلامي بعينه بل تعدي ذلك , ففي أحد الصحف الإلكترونية وجدت أخبار جريمة التحرش في ميدان التحرير في أكثر من ستة أخبار متعلقة , في صدراة الجريدة , فكأنما ترسل لنا هي وغيرها رسالة , مصر وحشة , مصر قبيحة , مصر المتحرشة.
وللقاريء الذي يبحث عن الحقيقة , الأمر ببساطة مخطط , ومدفوع , ومرتب , ولم يكن ينتظر إلا صدور القانون الذي هو في الأساس موجود منذ سنة 1937 .
وإذا كان لديك شك , في أنه خبر مصنوع , فلتجب لي إذن علي هذا السؤال , كيف تستمر هذه العملية أكثر من ساعة , وكيف تخرج المرأه المسكينة مصابة بحروق بنسبة 35% , وترفض المستشفيات علاجها , لمدة وصلت لأكثر من 12 ساعة وسيارة الإسعاف تطوف بها القاهرة الكبري بحثا عن مستشفي يعالج تلك المرأه التي شاء قدرها أن يرمي بها في أحضان هؤلاء السفلة والمأجورين.
إنهم أرادوا , ان يلصقوا تلك الصورة القبيحة بذلك النصر الجميل , حتي يشوهوا اليوم في ذاكرة الأبناء والأحفاد , وماعلمت من أحدا أكثر دهاءا من اليهود , لكن أقولها وبصدق , إن هذا الدهاء قد فاق ما سجل , أنا أدركه , وأفهمه , وأعيه , وأعلم انه سيأخذ الكثير في طريقة وسيضيع الكثير من الأبرياء في هذه الحرب الضروس.
أيها المواطنون , أيها المصريون ,
إنكم إن أردتم أن تعبروا بوطنكم , هذه الفترة الحرجة من تاريخه , فعليكم بإدراك الحقيقة المرة
إن أعداءنا اليوم , ليسوا هم أعداء الماضي , بل أنفسنا التي نعيش معها , وإن لم نحارب تلكم الأنفس كي تعود عن غيها , وشبقها للسلطة الذي جاوز المدي , فلا عبور ولا شيء إلا الضياع.
حقا لقد أصدر الرئيس عدلي منصور قانون التحرش , وهم تحرشوا بالقانون نفسه.
علاء سعد
إستشاري نظم المعلومات
باحث في الإستراتيجية والأمن القومي

تعليقات