السيسي بين المنافقين , والمماليك


السيسي بين المنافقين , والمماليك
 طالعتنا وبلا شك جميع وسائل الإعلام بلا استثناء , بما قاله الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي أثناء حضوره الاحتفال ، بتخريج 6 دفعات جديدة من الضباط المقاتلين والمتخصصين بالكلية الحربية بأنه سوف يتبرع بنصف راتبه ونصف ما يملك بما فيه ميراثه عن والده , وكعادتي المملة في استحضار التاريخ في كل ما يخص الواقع من أجل قراءة المستقبل , تداعى في ذاكرتي واقعتان حدثتا في تاريخنا , واقعتان إحداهما نزلت بسببها آيات في القرآن الكريم , والثانية حققت نصرا متينا لمصر والعالم الإسلامي. الواقعة الأولى , يقول الله تعالى في محكم التنزيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم" التوبة الآية 79 ولهذه الآية قصة معروفة وهي : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في هذه الآية ، وقال : جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام ، فقال بعض المنافقين : والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء . وقالوا : إن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع . فالمنافقون لم يقبلوا فكرة التبرع بالصدقات بمثل هذه المبالغ فهم قد قاسوا على أنفسهم وهم لا يقدرون لنقص الإيمان وضعف الإخلاص بالقضية , أن يتنازلوا عن كل هذا القدر من المال لصالح القضية , فرموا عبد الرحمن بن عوف بصفة الرياء , فجاءهم الرد من فوق سبع سماوات نصا واضحا لا يقبل التأويل إلا بغير الحقيقة , سخر الله منهم ولهم عذاب أليم .
والواقعة الثانية حدثت مع قطز , فقد تسلم قطز الحكم كما يعلم الجميع وحال مصر لا يخفى على أحد , وأنا أطالب القراء الأعزاء بأن يدرسوا هذه الفترة من حياة مصر التي وقفت فيها مصر أزمة تشابه كثيرا ما نجن فيه , من تداعٍ في الاقتصاد والأمن وغيرها من التحديات , والتحديات الخارجية متمثلة في الغزو والاجتياح التتري , الأمر الذي دفع قطز وهو الجندي الشجاع المسلم الحافظ للقرآن , أن يعد العدة لملاقاة جيش التتار , فوقفت أمامه الظروف المادية حائلا , وبطبيعة الحال ذهب إلي عالم الأمة العز بن عبد السلام وهو معلمه الديني , ذهب يسأله رأيه في فرض ضريبة من أجل جمع المال لتجهيز الجيش , فجاء رد العز بن عبد السلام قاطعا , إذا أردت فعليك بالأغنياء أولا فإذا لم يكف مالهم , فاجمع من الفقراء قطز وهو العالم والعارف بمن هم الأغنياء وبما يمكن أن يفعلوه في ظروف الحرب والتحديات وما يمكن أن يسببوه من تخاذل ولم لا ؟ ، أوليسوا النخبة الحاكمة والمسيطرة على قوت العباد , وعليه فقد تبرع قطز بكل ما يملك وما كان يملك كثيرا , فأسقط في يدي الأغنياء والنخبة فما كان منهم إلا أن تسابقوا في الفضل , وكفى قطز بموقفه الفقراء , بل وزاد الأمر على ذلك أن تحسنت أحوال الشعب المصري وتدفقت الأموال في عروق الاقتصاد , ووقفت الدولة كلها في حرب ضروس مازالت تدرس حتى اليوم في جامعات أمريكا وبريطانيا العسكرية ثلاثة مواقف , لرجال يعرفون جيدا معنى كلمة توحيد الأمة , ويدركون قيمة القدوة , ولا يهمهم ماذا يقول الناس عنهم ولا بأي شيء يفتئت المنافقون على شرفهم وعلى صدق نواياهم
بلي
, "سخر منهم الله ولهم عذاب أليم
" صدق الله العظيم
 علاء سعد خبير واستشاري نظم المعلومات

تعليقات