وزير داخلية محافظة الفيوم



وزير داخلية محافظة الفيوم
أول أمس تعرضت سيدة , من محافظة الفيوم لحادثة سطو مسلح , حيث هاجمها أحد راكبي الدرجات الصينية الملعونة , وحاول أخذ حقيبة يدها بالقوة , ولسوء حظها لم تفلت الحقيبة ولم تنقطع ولم يفلح اللص الحقير في أخذها منها , فما كان منه إلا أن نزل من علي دراجته وأطلق عليها طلق خرطوش في صدرها مباشرة , وأطلق طلقا أخر في الهواء حتي يرهب الناس من التدخل , وبالفعل لم يتدخل أحد , ولم تنقلها الإسعاف ونقلها الناس إلي المستشفي , وهي تخضع الأن لعمليات جراحية متعددة بإحدي المستشفيات الخاصة.
هذا هو الحدث , الذي يتهافت عليه كل صحفي وكل ناقل أخبار , لكن لن يسأل احد نفسه لماذا وبكل هذه القسوة , يقوم إنسان بمثل هذه الفعلة , إنه إذا كان لصا يريد السرقة , فما يدفعه لمثل هذا التصرف , فكأنما يقول للناس سوف نسرقكم وبالقوة , وفي حال لو قاومتمونا فسوف نقتلكم وبقسوة , واللافت للنظر أيضا في الحادثة , وهي كما وردتني من صاحبة الشأن الضحية , أن هذا حدث في الساعة التاسعة في حي الحادقة , وهو حي مكتظ بالسكان , وأغلبية من يسكنونه من الطبقة المتوسطة من المهندسين والأطباء والمدرسين اي ببساطة الناس المحترمين الذين لا عصبية لهم ولا يحملون سلاحا للدفاع عن أنفسهم.
إنني أتسائل عن هذا الشخص الذي يقطن الدور الثاني من مديرية أمن الفيوم , التي تحاط بجميع أنواع التسليح من دبابات ومدرعات وجيش من المرشدين والعساكر والخفر والضباط ,كما ان المبني منع السير من جميع الإتجاهات حوله ,  لحماية المتواجدين في المبني الذين يسهرون علي أمن المواطنين , هؤلاء المواطنين الذي يطلق عليهم النار جهارا ليلا ونهارا , السؤال الأهم هو لماذا يحمون أنفسهم ومافائدة ذلك.
إن الأغرب من ذلك , أنه من حين لأخر يتعرض الضباط والعساكر أنفسهم لأنواع من الهجوم عليهم , بما لايقل ضراوة عما يحدث للمواطنين , ولكن بالطبع للرتب الصغيرة والعساكر والأمناء , أما الرتب العظيمة بمستوي وزير داخلية الفيوم فهو محصن ضد أي شيء ولما لا فهو شخصية إستراتيجية تعمل علي محاور تكتيكية قادرة علي صد الغزاة , وهو يمثل صورة القائد الأعلي الذي قد تنهار الدولة الفيومية حال تعرضه لأذي أو مكروه لاقدر الله.
إنني كمواطن من أبناء محافظة الفيوم , أطالب السيد الرئيس السيسي بترقية السيد اللواء اللي معرفش اسمه , إلي رتبة وزير داخلية مصر , حتي يستطيع ان يستمر في الحفاظ علي نفسه من كل سوء , وتذهب مصر في ستين داهية , ويبقي هو لواء متربعا علي عرش الداخلية

علاء سعد
خبير وإستشاري نظم معلومات
كاتب وباحث في الإستراتيجية والأمن القومي

تعليقات