علاء سعد يكتب :خالد منتصر هل 1 =2!

علاء سعد يكتب :خالد منتصر هل 1 =2!


هل  واحد = أثنين تصوروا   , هل تصدق ذلك , أجل صدق ففي علوم الرياضيات تسمي مثل هذه الاحاجي , بالمغالطات الرياضية , وتحديدا مغالطة القسمة علي صفر
 نموذج المغالطة
س2 - س2 = س2 - س2
س( س - س) = (س - س) ( س + س)
وبحذف ( س - س ) من الطرفين ( اي بقسمة الطرفين على ( س - س ) = صفر )
س = س + س
س = 2س وبالقسمة على س
1 = 2
وهو المطلوب 
تلك المغالطة التي لا تخطئها عقول الرياضيين (خبراء علوم الرياضيات) أبدا لانهم تعلموها وفهموما , ولقد وجدت أن هذه المغالطة تحكم الكثير من عقول مفكرينا ونخبتنا , لدرجة انها أصبحت تتحكم في نتائج الأحداث فتجد من يقول مثلا ان حرب الدولة المصرية علي دولة الأخوان هي حرب علي الإسلام وعلي الخلافة الإسلامية الرشيدة , وتارة تجد علي الطرف الأخر من يقول أن الوطنية ليست مطلقة , وعليه فلا قيمة لمصر كوطن , والبعض يحسب حساباته وهو لا يدرك انه ينزلق لمنعطف خطير يجبره علي إدراك واقع مغاير لما هو موجود , فبالرغم من ان مغالطة القسمة علي صفر رياضية صرفة , وليس لها من تطبيق يشرحها رياضيا غير المعادلات والأرقام , إلا اننا يمكننا ان نقربها للقاريء أنها طريقة تجعلك لاتلق بالا لتفاصيل بعينها بين طرفي المعادلة علي أساس انها متساوية ونظرا لأنهاعلي الطرفين فتقوم بمسحها او إلغاؤها من المعادلة علي اعتبار إختلاف الإشارة (موجبة – سالبة) الأمر الذي يؤدي في نهاية الأمر لخروجها من المعادلة الرئيسية , فتنتج لنا معادلة مشوهة لا قيمة لها ولا علاقة لها بالواقع.
وفي عالمنا اليوم صدق ذلك فقد خرج علينا أحد النخبة وهو الطبيب الإعلامي خالد منتصر في  جريدة الوطن بمقال من ثلاثة أجزاء كتبه الإعلامي الطبيب الدكتور خالد منتصر بعنوان هذا هو العبقرى داروين يا فضيلة شيخ الأزهر , وبطبيعة الحال أثر فضولي العنوان وعدت أبحث متأثرا بعقلية خبير المعلومات عن الأصل ومقالة شيخ الأزهر علي الفضائية المصرية وهو يتحدث عن نظرية داروين , وردود خالد منتصر في مقاله علي ثلاثة أجزاء ردا علي الرجل الكريم شيخ الأزهر العالم الجليل. ولقد كانت نتيجة بحثي وتفكيري في الأمر هو مغالطة القسمة علي صفر .
هذا بالضبط ما نعاني منه في مصرنا الحبيبة , بل وفي الثقافة العربية كلها , ففي المدارس الأجنبية في مراحل التعليم الأساسي , يتم تعليم التلاميذ جميع المغالطات الرياضية , ويتدربون عليها جيدا , حتي تصبح اساسا في انماط التفكير فتنتج علماء ومثقفين لا يمكن خداعهم بمثل هذا الشكل  في تمييع المعادلات التي تحكم حياتنا , فيصبحون جيلا يدرك جيدا ما يمكن ان يفعله وما هو الفرق بين الواقع والنظرية.
إن الدكتور خالد منتصر أسهب في تعريف الناس في مقالاته التي رد بها علي شيخ الأزهر العالم الجليل , نظرية التطور لدارون ويبدو انه أعاد قراءة كتاب أصل الأنواع حتي يتمكن من سرد كل هذه التفصيلات , أو حتي انه إستعان ببعض علماء الأحياء الذين يعرفون النظرية بتفصيلاتها , ونسي وهو في غمرة الفرحة بإستلال قلمه وهو ينتقد المقالة الأصيلة لعالم من علماء مصر , ان شيخ الأزهر كان يتحدث أن أصل النظرية وما تؤدي إليه من لغط في التفكير وتشوية للعقيدة , فنظرية داروين في تفاصيلها قد تبدو منطقية من حيث تطور الأنواع لمواجهة تحديات الحياة , وإمكانية توريث هذا التطور ونتائجة للأجيال القادمة , لكن إذا ماوضعت النظرية كاملة في إطار معادلة تكون هي في أحد طرفيها , والواقع في الطرف الأخر سنجد وببساطة , انها ستحتاج لشيء جديد نسميه بثابت المعادلة , لكي تكون متوازنة  , وما فعله الطبيب خالد منتصر , هو أنه اعتبر ان المعادلة متوازنة بدون ان يضع هذا الثابت , وأعتبر ان التفاصيل داخل إحدي أطراف المعادلة إثباتا لا يحتاج لأي نقاش لنتيجة المعادلة في نهايتها.
إننا لا نتسطيع ان نسلم بأن الإنسان أصله قرد ونحن نري القردة أمامنا حتي اليوم , ونسأل الطبيب خالد منتصر إذا كانت نظرية داروين صحيحة , فلماذا بقيت القردة إلي يومنا هذا , بعشرات الأنواع , من شامبانزي وبابون وغوريلات وقردة وغيرها , لماذا لم تطالهم نظرية التطور ووصلت إلينا نحن وإذا كان الأمر كذلك , هل يمكن أن يكون أحد أجداد الدكتور خالد منتصر هو نزيل لدي حديقة الحيوان في الجيزة , أليس هذا ظلما ان يقف الطبيب خالد منتصر وهو في رحلة المدرسة لحديقة الحيوان , ويلقي بالسوداني للقردة في القفص , فيأخذها القرد وهو يقول في نفسه , مشاء الله كبر وبقه راجل.
إن التطور سنة الحياة , والله تعالي يقول في محكم التنزيل ﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)﴾ , لكن هنالك فارق بين التطور , والتشويه , بين النشوء والإرتقاء , بين الإنسان , والقرد.

أيتها النخبة دعونا من هرائكم , فإننا نريد أن نبني وطنا له أمجادا ومستقبلا بعيدا عنكم.
أما عن شيخ الأزهر العالم الجليل , فأحسبه وهو يقرأ مقالتك يكرر في نفسه قول المتنبي
أري كل يوم تحت ضبني شويعر  , ضغيف يقاويني قصير يطاول
كتبه علاء سعد
خبير وإستشاري نظم المعلومات
ولا أمت بصلة قرابة للطبيب الإعلامي خالد منتصر

تعليقات