تحفة البيان في الرد علي عصابة الإخوان

تحفة البيان في الرد علي عصابة الإخوان
أينما ذهبت في أي مكان في مصر , في العاصمة أو في المحافظات , في الطرق السريعة , والمدقات , علي الحوائط وحتي علي الإعلانات تجد كلمات كتبتها عصابة الإخوان , تارة تسب النظام وتارة اخري تسب السيسي , وتارة تتوعد الشعب المصري بالعذاب , كلمات كتبت ممزوجة بالحقد والكراهية , حقد لا حدود له  وكراهية لا تنتهي , لا تخرج إلا من عقول إنطفأ نور عقولها وتوقفت عن التفكير في الغد.
ومن أبرز هذه الكلمات تلك التي تتهم السيسي بالخيانة , ومع تكرار كتابة هذا الإتهام سألت نفسي كيف يفكر أعضاء العصابة التي علي مايبدو أنها مازالت تسعي وبكل قوة لتدمير البقية الباقية من الدولة المصرية , تحت دعاوي الشرعية التي لا خلاق لها ولا قيمة.
لو عدنا بالذاكرة إلي ماقبل الثلاثين من يونيو , لمن يملك الذاكرة الحقيقية وليست ذاكرة الذباب ,التي لا تدوم إلا لخمس ثوان , سوف نجد أن هذا الإتهام بالخيانة تم توجيهه من الشعب إلي الرئيس السابق محمد مرسي , وقد أطلق هذا الإتهام علي محمد مرسي بسبب مواقف عديدة أدركها الشعب المصري حتي من دون تسريبات المخابرات وجهاز الدعاية المنوط بهذه الأمور , ففي قولته الشهيرة وهي الحفاظ علي الخاطفين والمخطوفين , في حادثة أختكاف الجنود المصريين والتي أقتنصت أجهزة التجسس الإسرائيلية مكالمة الشاطر شخصيا وأذاعتها في التليفيزيون الأسرائيلي , وتارة حينما قام بدعوة قتلة الرئيس الشهيد بإذن الله السادات لحضور الإحتفال بنصر السادس من أكتوبر , وتارة أخري حينما أفرج عن سجناء تعتبرهم الدولة أعداء ويهددون أمنها القومي , هذا بالإضافة إلي مابرز وبقسوة علي السطح من علاقات مريبة مع باكستان وغيرها من الدول الراعية لعصابة الإخوان , مواقف كثيرة ومتعددة , استحق محمد مرسي أن ينال مرتبة المشكوك في ولاؤة وأطلق عليه الأغلبية المثقفة لقب الرئيس الخائن , وخصوصا مع إثارة قضية الهروب الكبير والتحالف مع عناصر حماس والحرس الثوري من أجل تنفيذ عملية الهروب. هذا ناهيك عن القضايا المنظورة أمام القضاء اليوم تلك القضايا صريحة الإتهام بالخيانة لتلك العصابة.
إنهم بنشرهم لمثل هذه الإتهامات , والإصرار علي الإستمرار في إطلاقها في كل ظرف وفي كل توقيت ومع أي مناسبة , حتي ولو لم تكن ذات علاقة بإتهام الخيانة لهو دليل صادق علي صحة وطنية السيسي , بل وشهادة حق من جماعة الإخوان بأن وطنية السيسي لا غبار عليها , لأنه وببساطة وعملا بالقول الشهير نفي النفي إثبات , فإن السيسي من وجهة نظر العصابة قد خان مندوب مكتب الإرشاد الذي كان يعمل في منصب رئيس الجمهورية أن ذاك , ولو دققنا النظر في الموضوع , سوف نجد أنفسنا نتسائل , من الأولي بالولاء , رئيس الجمهورية , أم مصر , هل ولاء قائد الجيش والوزراء يكون مطلقا لرئيس الجمهورية , ام يكون مطلقا بلا جدال تجاه مصر.
أحسب أن الإجابة البسيطة , هي أن أي مسئول في هذه الدولة لاولاء له ولا سلطة إذا تخطي حدود الأمن القومي وأصبح مصدر تهديد مباشر لنظرية الأمن التي تتبناها الدولة.
حقا لقد خان السيسي الخائن محمد مرسي , وفي خيانة الخائن إثبات للوطنية , وحينما يكون الخائن رئيسا لمصر ذهب بلارجعة غير مأسوف عليه , يصبح الولاء لهذا الوطن ولاء مطلقا لا حدود له.
إننا إذا أردنا أن نلحض هذا الموقف فسوف نجد أنفسنا أمام حقيقتين في منتهي الأهمية , هاتين الحقيقتين قد حسما قضية الصراع علي السلطة في مصر في القرن القادم كله.
الحقيقة الأولي : انه لا ولاء لشخص علي حساب وطن
الحقيقة الثانية : انه لا يوجد مايسمي بتحصين منصب أيا كان.
أ.هــــ
علاء سعد
خبير وإستشاري نظم الملعومات
كاتب وباحث في الإستراتيجية والأمن القومي

تعليقات