حلول الأزمات بين العلم والولاء (فالكون نموذجا)




حلول الأزمات بين العلم والولاء (فالكون نموذجا)

لم يكن خبر تكليف شركة فالكون للخدمات الأمنية , بتأمين دخول الطلبة للجامعات المصرية جديدا علينا , ولكن الجديد هو ماحدث من تداعيات لهذا الأمر , ومافعله الطلبة مع الشركة وموظفيها المدنيين , لهو اكبر دليل علي اننا لم نعد ندرك الكثير مما يدور حولنا في العالم , وما يفعله الأخرون وهم في نفس موقفنا , وكيف يؤمنون الحياة الكريمة لأبناؤهم.
لقد أختارت الحكومة شركة من المفترض أنها شركة قطاع خاص تسعي لتحقيق الربح , لكي تكون في المواجهة مع الطلبة , حتي تخرج جهاز الشرطة من شراك الخداع الأخواني , التي تنطلي علي الكثيرين من دعاوي قمع الطلبة , وتعذيبهم , بل وقتلهم وسحلهم , فالشرطة في نهاية الأمر هي أدته من أدوات الحكم , وكذلك طلبة الجامعات هم أيضا أداه من أدوات الصراع السياسي علي السلطة , فلا أحد يستطيع إنكار ذلك اللهم إلا مدلس , او من أجهلت عليه الأمور.
ومع كامل إدراك إدارة الحكم في مصر بالتحديات التي ستطل علي الحياة في مصر مع بداية العام الدراسي الجديد , ومع ضغوط السيناريوهات المحتملة , برزت تلك الفكرة التي لا أجد لها تصنيفا , ولا تحديدا أكثر من إستخدام المتاح "من باب أطبخي ياجارية كلف ياسيدي" , فالشركة تمثل المنتج الوحيد لخدمات الأمن وخلافة , بحكم القانون , فلا يوجد منافسة حقيقية , تجعل منا نستطيع الحكم عليها بموضوعية , شركة وحيدة تمثل سمكة وحيدة في محيط إسمه مصر , وبطبيعة الأمور فالواحد مطلق , ولا يقارن. وكما فرض الحل الوحيد للمنتج الوحيد في الوطن الواحد علي الجامعات المصرية , فرض أيضا علي السيسي أثناء حملته الأنتخابية , فقد كانت فالكون هي القائمة بالحراسة وتأمين رئيس المستقبل هو وحملته وتوكيلاته وكل شيء.
منتج وحيد , يفرض علي دولة تملك كل الخيارات , ويستطيع أبناؤها ان يقدموا حلولا لا تخطر علي بال عباقرة المحالين علي المعاش بالضرورة , والذين يعملون في إدارة مثل هذه الشركات , أشخاص أنتهت صلاحيتهم , وانتهي معها قدرتهم علي النمو والتطور , ولا يبقي لهم ضامن للوجود إلا محاولاتهم المستميته في البقاء كما قلنا حدا مطلقا لا يقبل القسمه إلا علي نفسه.
وحتي لا يقول أحدا ما أننا ننقد من باب النقد فقط , فبحكم خبرتي كإستشاري دولي لنظم المعلومات , اعرف الكثير عن النظم بجميع أنواعها , والحل من وجهة نظري لتلك المشكلة , أبسط من اللازم , بل قل هو ليس حلا في الأساس , فالعجلة تم أختراعها منذ أكثر من عشرين عاما.
أولا : إستخدام البطاقات الممغنطة في صناعة كارنيهات طلبة الجامعة.
ثانيا: إستخدام بوابات الإستشعار والتي لا تحتاج معها إلا ان تعبر من امام الباب لكي يتعرف علي صاحب الكارنية وتحدد منطقة وجودة.
ثالثا : استخدام برامج (متاحة ومجانا ) للإجابة علي السؤال (من وأين ومتي) من هنالك في هذا المبني ومتي دخل إليه.
رابعا : إستخدام تقنية Face Recognition   لتحديد أن حامل الكارنية هو نفسه صاحبة
الأربعة نقاط السابقة , كانت في التحكم والسيطرة علي البوابات
أما والأهم , هو جهاز أستشعار المعادن , بعد بوابة العبور الممغنطة مما يتيح تحقيق مانريده أمنيا وكل مانحتاجة إلي بضعة حراس , يتدخلون فقط في حالة إذا أراد العبور من لا كارنية له , أو يحمل موادا غير مصرح بها.
وقد يتسائل البعض واضم نفسي إليهم , هل أختيار فالكون كان للخبرة , والعلم , أم من باب المتاح الوحيد , ام انها كانت لولائها المطلق (للربح) السبب الرئيس في ذلك الأختيار

علاء سعد
خبير وإستشاري نظم العلومات
تحريرا في 14/10/14

تعليقات