الخيانة المشروعة



الخيانة المشروعة
قراءة في فكر جماعة الإخوان
اليوم , قرأت علي صفحة أحد أعضاء جماعة الإخوان الهاربين للخارج هذه الجمل التالية نصا
الحقيقة الثابتة أن جنود السيسي البواسل يرتكبون كل يوم جريمة جديدة في سيناء .
أما كيف ومتي ومن الضحايا وهي بقية الأسئلة المبدئية التي تحتاج الي أجوبة فالقاتل هو مصدرها الوحيد .
افتحوا سيناء أمام الاعلام المحلي والدولي أيها القتلة والي وقت ظهور الحقيقة أقولها صريحة :لا عزاء في قتلاكم فأنتم القتلة وأنتم الجناة.
لكم الله يا أهلنا في سيناء ستبقون بقاء الأرض والسماء وسيزول القتلة يلاحقهم العار والشنار والخزي والفناء.
كلمات تنطق بكل ماهو ضد الفكر الوطني , كلمات تبعث علي التساؤل , هل هذه كراهية لمصر ولجيشها ؟ ماهي مصر بالنسبة لهم ؟ هل يحبونها ؟ هل كانوا يعشقون ترابها يوما مثلنا؟ هل يوجد إستعداد لديهم جميعا أن يحرقون مصر بأية وسيلة ؟ هل يمكن أن نتصالح مع مثل هؤلاء ؟ وماهو المطلوب عمله ؟ كيف يمكننا ان نحل هذه المشكلة الكارثة؟ والسؤال الأهم علي الإطلاق هل هم خونة ؟ وإذا كانوا فلماذا؟
ياالله ,نريد أن نفهم؟
إننا سمعنا عن قصص الجاسوسية والخيانة الكثير والكثير , وتعلمنا أن الخائن له أسبابه لكنها كلها تدور حول فكرة نقطة الضعف التي تستغل من قبل العدو لتجنيد شخص ما سواء بأرادته أو غصبا عنه بعد تطبيق حيل السيطرة وشل الإرادة , لكن يبقي في جميع هذه الشخوص شيئا واحدا مشتركا , انهم جميعا يعلمون انهم خائنون ولا يجاهرون أبدا بهذه الخيانة مهما كانت الأسباب , ومن يتخلي منهم عن حذره ولو بكلمة كان غالبا مايذهب إلي حبل المشنقة مصحوبا بلعنات الأهل والأقارب والأصدقاء وكل مايعرفونهم , لكننا اليوم أمام نموذج في الخيانة يتعدي كل هذه الصور , لأنه وببساطة يجاهر بخيانته تحت دعاوي الكراهية وقضايا الظلم , مجانا وبدون أي مقابل , لقد أصبحت إسرائيل في غني عن تجنيد أي نوع من أنواع الخونة ولما لا وقد باتت الخيانة شيئا يتباهي به , ويعول عليه , بل وأصبحت في مصرنا بلا ثمن أو مقابل يدفعه أعداؤنا.
"وما الوطن إلا حفنة من التراب العفن"
هذه وببساطة إجابة السؤال لماذا؟
إن عبقرية الشيطان تكمن في التفاصيل وكذلك عبقرية حسن البنا في تخطيط الجماعة, فقد أراد ان يخلق لأعضاء الجماعة وطنا بديلا , ودينا جديدا , ونبيا جديدا , فأنشأ تنظيما عنقوديا يخلق للفرد إسرة بديلة , ووطننا بديلا , وأهدافا بديلة , خلق لهم حياة كاملة موازية لحياتهم الأصلية , وجعل قسم الولاء في المنشط والمكرة حاكما وإطارا فاصلا بين الوطن الحقيقي والوطن البديل , ثم يخرج علينا سيد قطب بجملته هذه , وما الوطن إلا حفنة من التراب العفن , وكذلك المرشد مدرس الألعاب , حينما قال " طز في مصر"  , وأيضا حينما قال أن الخوارج يعبرون عن الفهم الصحيح للإسلام , والتي أثبتها ثروت الخرباوي في كتابه سر المعبد.
والله إني لأشفق علي صغار جماعة الأخوان من هذا الشتت والتخبط بين فكرة الوطن والوطن البديل , وعلي قدر إشفاقي عليهم , اتهمهم أيضا بالحماقة , فقد وعدهم البنا بالخلافة , شريطة أن يهدموا الوطن , وعدهم بماهو ليس موجودا في مقابل ما هو موجود , لذلك فهمت لماذا لايوجد من اعضاء التنظيم أيا من الفلاحين الغلابة , لقد كانوا اكثر ذكاءا من حسن الساعاتي فهم يؤمنون بعصفور في اليد ولا الف علي الشجرة
أيها الشعب , لا تبحث عن الأخوان , فقد طاروا وراء الألف عصفور , وفقدوا العصفور الأصلي , فقدوا وطنهم للأبد.
أيها المواطن المصري , أبحث في الكتب عن الحقيقة كما أفعل فهذا ليس ترفا , بل هو إلزام والتزام وفريضه لا تسقط عنك بمجرد أن غيرك يقوم بها ,فهي فرض عين علي كل قادر, أبحث في التاريخ عن تلك النماذج وتتبعها , لكي تتعرف علي كيفية تحويلها , من مجرد مواطنين إلي خونة يمارسون الخيانة المشروعة.

علاء سعد
خبير وإستشاري نظم المعلومات
كاتب وباحث في الإستراتيجية والأمن القومي

تعليقات