السيسي بين أبو 62 وأبو 98



السيسي بين أبو 62 وأبو 98
لم أكن مهتما بأن أستمع إلي مايسمي بتسريبات وزير الداخلية محمد برهيم , حتي حدثني عنها إستاذي وأستاذ الكثيرين العالم الدكتور ديهوم الباسل , في حوار بيني وبينه , وهو يشرح لي مدي كارثية مثل هذا التسريب , ومدي تأثيره علي نفوس الشباب , وحقيقة الأمر كنت مترددا في سماع هذا الفيديو , ولكن في نهاية الأمر أنتصر فضولي وبحثت عنه ووجدته دون عناء يذكر , وملخص الفيديو , والذي لا أعتبره تسريبا , فهو تسجيل صوتي أثناء الإجتماع الدوري بين الوزير وقيادات وزارة الداخلية , تحدث فيها الوزير محمد برهيم , وهو يرد علي إستفسار أحد الضباط من التراتيبية الثقيلة , عن انه غض الطرف وهو يختار بين أبناء الضباط عن اشياء كثيرة , أولهما وهو السجل الجنائي والثاني وهو المجموع , وأكد قائلا انه فاضل بين إبن ضابط وبين طالب أخر حاصل علي مجموع 98% من الخارج واختار الطالب أبو 62% والذي هو بطبيعة الحال إبن أحد ضباط وزارة الداخلية.
عند هذه النقطة , أغلقت مشغل يوتيوب , وسرحت بأفكاري قليلا مع ذلك المشهد ورحت أتسائل عن موقف السيسي , القائد الذي يريد ان يخلص البلاد والعباد من شر الإرهاب المستطير , ثم وكزت نفسي بما ذكرنيه أستاذي , بسؤال قد يبدو غريبا علي البعض , من أكثر تأثيرا في الشباب فيديو محمد برهيم , أم فيديو البغدادي زعيم إرهابيين داعش , أم فيديوهات أسامة بن لادن , ام الظواهري.
أيهم أكثر تأثيرا في الشباب كي يدفعهم للتطرف , والمحاربة الوطن , وقتل أبناؤه بل والعكس من ذلك , عمل كل ذلك بفخر , والتفاخر بكل ما هو سيء علي أنه محاربة للفساد الذي ظهر في البر والبحر.
يقول رسول الله , وليس بعد قول رسول الله كلام او قول , حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .  صدق رسول الله صلي الله علية وسلم.
والمقصود بكلمة الأمرتلك الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والإمارة والقضاء والإفتاء وغير ذلك. هذا طبقا لما ورد في في فتح الباري شرح صحيح البخاري
لقد صاغ رسول الله صلي الله عليه وسلم , ذات موقف محمد برهيم , عذرا اللواء محمد برهيم , وزير الداخلية , وتحدث عنه نصا وتحديدا من دون أي حاجة للتفسير , لكن المهم , انه قد صاغ الموقف ووصفه في كلمتين , ضيعت الأمانة , وأحسب أن المعني واضح.
تخيلوا معي إبنا , أو أخا , ذاكر وأستذكر , وجد وأجتهد , وهو يحلم بأن يكون كذا أو كذا , ونحن نعلم جميعا ان الأباء يكدون أكثر من أبنائهم , فأبناء الطبقة الوسطي لا يملكون الثروة , ولا يملكون المناصب السيادية , وكل ما يملكونه هو العلم , فتجهم أحرص الناس علي التعليم , وليس أي تعليم بل أفضله , مشوار طويل , من العرق والتعب , ثم يأتي أحد ما , كل مؤهلاته هو الوراثة , يسطو علي الحق , فيزرع الظلم في مئات الألاف من الأسر وملايين الشباب , فلا عجب , أن يخرج إلينا شباب كرهوا الدولة , ومقتوا النظام , يحاربون كل شيء , يخربون كل شيء في طريقهم , لا يهمهم بناء , ولا يهمهم مستقبل , حينما وأدت أحلامهم في مهدها.
إنه إذا كان أحدما في حاجة لقراءة هذه الكلمات , فهو المشير عبد الفتاح السيسي , الذي أصبح رئيسا , رئيسا يريد التغيير , ويريد العبور ولم يجد ما يستند عليه , إلا ماقدمه البراهمة في خسارة الحرب القادمة.
علاء سعد
خبير وإستشاري نظم المعلومات
رابط المقال الأصلي  


  

تعليقات